الثعلب Fox، هو أي فصيلة من فصائل الكلبيّات القارتة (أكلة للحوم والنبات)
الصغيرة الحجم، والبالغ عددها 27 نوعاً.يقصد العامّة من كلمة ثعلب في العادة
الثعلب الأحمر، بما أنه أكثر الأنواع شيوعاً في النصف الغربيّ من العالم، بالرغم
من أن فصائل الثعالب المختلفة تتواجد في كل القارّات تقريباً، وهذا ما أدّى إلى
ظهورها في العديد من الثقافات و التراث الشعبي للعديد من الأمم و القبائل.يطلق على
الثعلب الذكر في العربيّة إسم ثعلب و الأنثى ثعلبة، والصغار ضغابيس أو جراء. ولكل
من الثعلب القطبي والثعلب الأحمر فرو طويل ناعم غالي الثمن. ويصطاد الناس الثعالب
من أجل فرائها كما يربونها في المزارع. ويجد كثير من الصيادين متعة في تعقب الثعلب
وصيده ولا يقتلونه. ومن أجل ذلك يستخدم الصيادون كلاب الصيد من أجل تتبع رائحة
الثعلب، لكن الثعلب ينثني مغيرًا طريقه أو يقفز إلى الماء مما يجعل تعقب رائحته أمرًا
صعبًا.
يبلغ طول معظم الثعالب
60 -70سم، إضافة إلى 35-40سم لطول الذيل. ويزن الثعلب نحو 5 – 7 كجم.
الصفات العامّة
تعيش معظم الثعالب حوالي سنتين أو ثلاثة في البريّة، ولكنها قد تعمّر
إلى 10 سنوات أو أكثر في الأسر.يبلغ حجم معظم الفصائل حجم القطط المستأنسة حيث
تعتبر الثعالب أصغر أعضاء فصيلة الكلبيّات، ومن الصفات الخارجيّة المميزة الأخرى
الخطم الدقيق و الذيل الكثّ الكثيف، وتختلف بعض الصفات الأخرى طبقاً للمسكن أو
البيئة التي تقطنها الفصيلة فمثلاً يمتلك ثعلب الفنك أذنين كبيرتين و فراءً قصيراً
بينما يمتلك الثعلب القطبيّ أذنين قصيرتين و فراءً سميكاً عازلاً.الثعالب حيوانات
متوحدة على عكس العديد من الكلبيّات الأخرى، وهي مفترسات منتهزة للفرص تقتات على
مجموعة متنوّعة من الأغذية مثل القوارض بشكلٍ خاص بالإضافة للجنادب والفواكه و
الأعناب.تعتبر الثعالب حيوانات حذرة ولا تقرب البشر في العادة، كما لا يحتفظ بها
كحيوانات أليفة بالرغم من أن الثعلب الفضّي دجّن بنجاح في روسيا بعد 45 سنة من التزاوج
الإنتقائي.تتواجد الثعالب الأن في بعض المناطق في المدن و الحدائق المنزليّة.
جسم الثعلب
تشبه معظم أنواع الثعالب صغار الكلاب، إلا أن للثعلب ذيلاً كثيفًا،
كما أن له أذنين مدببتين وخطما طويلاً حادًا.
وللثعلب سمع حاد وحاسة شم قوية، وهو يعتمد بشكل خاص على هاتين
الحاسَّتين من أجل تحديد الفريسة. ويستطيع الثعلب الأحمر سماع صوت الفأر على بعد
30م. وتشاهد الثعالب الأشياء المتحركة ولكن ربما لاتستطيع ملاحظة الأشياء الثابتة
غير المتحركة.
وللثعلب أربع أصابع وإصبع داخلية لا وظيفة لها في كل من القدمين
الأماميتين. والأصبع الداخلية هي إبهام غير متحرك ولايلامس الأرض. ويوجد في كل قدم
خلفية أربع أصابع. وعند المشي أو الجري فإن كفي القدمين الخلفيتين تقعان على إثر
القدمين الأماميتين.
ترفع معظم الثعالب ذيولها بشكل مستقيم خلفها أثناء الجري وتخفضها عند
المشي. وربما ينام الثعلب وذيله فوق أنفه وفوق راحة أقدامه الأمامية. ويمتلك كثير
من الثعالب غددًا للرائحة تفرز منها رائحة خاصة مميزة.
حياة الثعلب
جاءت معظم المعلومات عن الثعالب من خلال الدراسات التي أجريت على
الثعلب الأحمر. والمعلومات التي توافرت في هذا النّص تتعلق غالبًا بالثعلب الأحمر،
ولا تختلف بقية أنواع الثعالب الأخرى عن ذلك بشكل كبير.
تعيش الثعالب في مجموعات عائلية أثناء تربية الصغار، وفي الأوقات
الأخرى تعيش بشكل منفرد، ولاتشكل أسرابًا كما تفعل الذئاب. ويتم التزاوج بين الذكر
والأنثى في بداية فصل الشتاء حيث تسودهما روح المداعبة والتعاون في الصيد. وإذا ما
تم الإمساك بأحد الزوجين من قبل عدو فإن الآخر يسرع بالهرب من مخبئه ويعيش تائهًا
مُلاحَقًا.
تتصل الثعالب ببعضها عن طريق الدمدمة والعواء (النباح). وكذلك تقوم
الثعالب بعمل محطات للرائحة عن طريق التبول عند نقاط متعددة، وتنبه محطات الرائحة
هذه الثعالب في المنطقة إلى وجود ثعلب آخر.
الصغار
تضع الأنثى صغارها في نهاية فصل الشتاء أو بداية فصل الربيع، ويدعى
صغير الثعلب عادة تتفلا (جروًا). وتضع الثعلبة الحمراء من أربعة إلى تسعة تتافل في
المرة الواحدة، بينما يبلغ عدد تتافل الثعلبة الرمادية مابين ثلاثة وخمسة. وتقدم
كل من الأنثى والذكر الغذاء إلى تتافلهما، كما يقومان بحمايتها من الأعداء.
يزن الثعلب الوليد نحو 110جم، وله خطم وعيون مقفلة تفتح بعد اليوم
التاسع من الولادة. تشرب التتافل حليب الأم لمدة خمسة أسابيع، ثم تتغذى بعد ذلك
ببعض الغذاء الصلب وتترك أوجرتها فترات قصيرة، وبعد ذلك تبدأ التتافل في الصراع مع
بعضها، وتداهم الحشرات وأوراق النباتات والعصي وذيول والديها. وتحمل الثعالب
المكتملة النمو الفئران الحية إلى صغارها، لتتعلم الانقضاض عليها. وفي وقت لاحق
تقوم الثعالب المكتملة النمو بتعليم صغارها ملاحقة الفرائس. تبدأ التتافل العيش
بشكل مستقل في نهاية فصل الصيف، وربما هامت على وجهها بعيدا عن مكان ولادتها.
وكذلك قد ينفصل الوالدان بعد ذلك أو في بداية فصل الخريف، ثم يعاودان الاجتماع
معًا خلال فصل الشتاء.
الغذاء
تأكل الثعالب تقريبا كل شيء تستطيع الإمساك به بسهولة، خاصة الفئران
والأنواع الأخرى من القوارض. وتصطاد أيضا الطيور والضفادع والحشرات والأرانب. كما
تتغذى الثعالب بكثير من أنواع الفواكه وجيف الحيوانات. تخزن معظم أنواع الثعالب
الجزء المتبقي من فريستها، حيث تحفر له حفرة غير عميقة وتنزل بها الغذاء، وتطمرها
بالتراب. ويعود الثعلب إلى مخزن الغذاء عند حاجته للغذاء وأحياناً للاطمئنان عليه.
وربما تفترس الثعالب دجاج المزارعين إذا كان هذا الدجاج يتنقل بحرية
أو كانت حظائره غير محكمة الإغلاق. وتعتبر الثعالب ـ مع ذلك ـ ذات فائدة للمزارعين
حيث إنها تتغذى بالفئران. وفي بعض المناطق التي اختفت منها الثعالب، تكاثرت بها
القوارض لدرجة جعلت المزارعين يجلبون ثعالب أخرى.
الصيد
تصطاد الثعالب بالليل غالبا وتكون نشطة على مدار السنة، وتنتقل بين
حشائش المروج وتتنصت لسماع صوت الفئران، وتختفي الفئران بين الحشائش. وإذا شاهد
الثعلب أية حركة للحشائش فإنه يقفز إلى مكانها. وتقف الثعالب أحياناً على أقدامها
الخلفية من أجل رؤية أفضل بين الحشائش الطويلة. وربما يكمن الثعلب أيضًا منتظرا
ليداهم فأر الحقل أو السنجاب الأرضي أثناء خروجه من المخبأ