القائمة الرئيسية

الصفحات

أشكال استغلال الإنسان للمجال في الأرياف

 

أشكال استغلال الإنسان للمجال في الأرياف


النمودج الأول

 

 مقدمة:

تشكل الفلاحة النشاط الحيوي لسكان الأرياف، وتتحكم الظروف الطبيعية وأنظمة الاستغلال في تباين توزيع الإنتاج الفلاحي بين الدول النامية والمتقدمة.

 

I - تتنوع الأشكال التقليدية لاستغلال المجال بأرياف الدول النامية:

·        خصائص الزراعة المعيشية بالمناطق البيمدارية:

يعتمد معظم سكان المناطق البيمدارية على الزراعة المعيشية، كزراعة الضريم التي تقوم على حرق أشجار الغابة والأعشاب للحصول على أراضي زراعية جديدة وتخصيب التربة بواسطة الرماد الناتج عن عملية الحرق، وتنتشر زراعة الضريم في الأقاليم المناخية الحارة والتي تشمل المناخ الاستوائي والمداري والصحراوي بسبب قلة الأراضي الزراعية وضعف خصوبة التربة وانتشار التربة الحديدية، ويمر الاستغلال الزراعي بالمنطقة البيمدارية  بثلاث مراحل تبدأ بإعداد التربة، ثم زراعة البذور وأخيرا جمع المحاصيل ويمارس خلالها السكان مجموعة من الأنشطة تختلف بين الفصل الجاف والفصل المطير، باستعمال أدوات ووسائل تقليدية، والاعتماد على اليد العاملة بشكل كبير للحد من البطالة وتعويض النقص الآلي، ويتم تنظيم المجال الريفي بالمناطق البيمدارية من خلال تجمع المساكن بمركز القرية والذي تحيط به الحقول على شكل هالات تمارس بها زراعات متنوعة، وقد عرفت أنظمة الاستغلال الفلاحي  تطورا مهما بالغابة الاستوائية، حيث ظهرت زراعات جديدة كمغارس البهار كما أصبحت الاستغلاليات منظمة بأشكال هندسية على حساب الغطاء النباتي التقليدي (الغابات).

·        طرق الاستغلال الفلاحي بآسيا الموسمية

يسود بجنوب شرق آسيا مناخ موسمي يساعد على زراعة الأرز نظرا لغزارة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وتنتشر الكثافة السكانية المرتفعة في مناطق إنتاج الأرز وذلك لملائمة الظروف الطبيعية والاقتصادية، ويمر إنتاج الأرز بثلاث مراحل أساسية، هي: حرث المرزات، غرس بذور الأرز، جني المحاصيل، وتستعمل في جميع هذه المراحل تقنيات تقليدية ويد عاملة كثيرة لتعويض النقص في المكننة وتشغيل عدد كبير من اليد العاملة.

·        أشكال تنظيم المجال بالمناطق الصحراوية الجافة:

ينتشر النطاق الصحراوي الجاف بهوامش المنطقة البيمدارية، وهو يتميز بالحرارة والجفاف وندرة التساقطات، وينتشر النشاط الزراعي بالواحات لتوفر المياه الجوفية، والغطاء النباتي الأكثر انتشارا يتمثل في أشجار النخيل، وتتميز الاستغلاليات بصغر حجمها نظرا لقلة الأراضي الزراعية والمياه، وتعتمد الأراضي الزراعية بالواحات على السقي، الذي نميز فيه بين تقنيتين: الأولى تقليدية تعتمد السقي بالفجارات، والثانية عصرية تعتمد السقي الموضعي والسقي بالأذرع المحورية.

II - المظاهر العصرية لتنظيم المجال بأرياف الدول المتقدمة:

·        خصائص المجال الفلاحي بأرياف الدول المتقدمة:

تتميز الحيازة الفلاحية بالدول المتقدمة بشساعة مساحتها وتنوعها وشكلها الهندسي المنظم، وهي تتوفر على مرافق متعددة تشمل سكنا عصريا وحظائر مجهزة ومكيفة بها عناية بيطرية، كما تضم مرآب للآليات ومخازن للحبوب.

·        مظاهر التطور التقني لأنظمة الاستغلال الفلاحي العصري:

تستعمل الفلاحة العصرية المكننة بشكل مكثف في مختلف العمليات الزراعية نظرا لشساعة المساحة الزراعية وقلة اليد العاملة، ويترتب عن ذلك ضخامة وتنوع الإنتاج الذي يوجه للتسويق الداخلي والخارجي (الزراعة التسويقية).

·        دور التنظيم الرأسمالي في تطور الفلاحة بالدول المتقدمة:

تتخذ الاستغلالية الزراعية بالدول المتقدمة شكل مقاولة رأسمالية تستثمر أموالا ضخمة، مما يسمح بازدهار الزراعة التسويقية، ويعتبر الفلاح بمثابة رجل أعمال يدير استغلالية بطرق عصرية، فهو يعتمد على المعلوميات من خلال اتصاله الدائم بالبورصة لمتابعة أسعار المنتوجات الفلاحية بالأسواق الدولية وبمصلحة الأرصاد الجوية ومعاهد البحث العلمي.

خاتمـة:

تعتبر الأرياف سواء بالدول المتقدمة أو بالدول النامية مصدرا أساسيا للمواد الغذائية ومجال حيويا لتشغيل اليد العاملة.





 

أشكال استغلال الإنسان للمجال في الأرياف


النمودج الثاني

 

مقدمة:

 يتميز المجال الريفي بكثافة سكانية ضعيفة وسكن يعكس المشهد الطبيعي وهيمنة النشاط الاقتصادي المعتمد على الفلاحة، مع إمكانية استغلال الغابات.

ما مدى التفاوت في استغلال الإنسان للمجال الريفي بين بلدان الشمال والجنوب على مستوى:

·        أشكال استغلال المجال الفلاحي.

·        أشكال الاستغلال الزراعي.

·        أشكال الاستغلال غير الفلاحي في الأرياف.

I - تفاوت أنماط استغلال المجال الفلاحي بين بلدان الشمال و بلدان الجنوب :

 

1 – يتفاوت التوزيع الجغرافي لأشكال استغلال المجال الفلاحي بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب:


·        توجد في بلدان الشمال أشكال متعددة لاستغلال المجال الفلاحي في مقدمتها الزراعة المختلطة وتربية الأبقار الحلوب التجارية والزراعة المختلطة الكثيفة.

·        شكل تربية الماشية المتنقلة والزراعة المعيشية أهم أشكال استغلال المجال الفلاحي في بلدان الجنوب.

·        يعتبر المناخ من أبرز العوامل المفسرة لتوزيع أشكال استغلال المجال الفلاحي: إذ يكون ملائما للنشاط الفلاحي في المناطق المعتدلة، وغير ملائم في المناطق الباردة والمناطق الجافة.

·        تتحكم عوامل أخرى في هذا التوزيع منها:

ü     باقي العوامل الطبيعية: التضاريس، الشبكة المائية، التربة.

ü     العوامل التقنية البشرية: التقنيات والأساليب المستعملة، جهود تطوير الفلاحة اليد العاملة والسوق الاستهلاكية.

2 – يتفاوت توزيع المساحات الفلاحية حسب القارات والمناطق:

·        تحتل آسيا الصدارة من حيث المساحة المنزرعة، تليها أمريكا الشمالية والوسطى، ثم روسيا ورابطة البلدان المستقلة

·        تتوفر إفريقيا على أكبر مساحة للمراعي الدائمة. تأتي بعدها القارة الأمريكية، ثم آسيا.

·        تفوق المساحة المنزرعة مساحة المراعي الدائمة في كل من أوربا و أوقيا نيا(أستراليا و الجزر المحيطة بها) . ويحدث العكس في باقي القارات.

II - أشكال الاستغلال الزراعي في الأرياف بالعالم :

1 – تتنوع أشكال الزراعة المعيشية بأرياف بلدان الجنوب:

·        تسود الزراعة المعيشية المتنقلة (زراعة الضريم) في المناطق المدارية والاستوائية بكل إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا.

·        يتألف رستاق الزراعة المتنقلة من حقول زراعية دائمة ومغروسات وبوار.

·        تتمركز الزراعة المعيشية المتوسطية في البلدان المطلة على البحر المتوسط ضمنها المغرب.

·        تتباين المساحات المنزرعة بالحبوب حسب الأقاليم بالمغرب: حيث ترتفع أكثر في الشاوية والغرب ودكالة، وتضعف في المناطق الجبلية والصحراوية.

2 – تتعدد أشكال الزراعة التجارية بأرياف بلدان الشمال:

·        تتخذ الزراعة التجارية أنماطا مختلفة منها زراعة الحبوب وزراعة الخضر والفواكه الزراعة المختلطة. وتنتشر على الخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوربا، وبعض مناطق روسيا، بالإضافة إلى أستراليا ونيوزيلندا.

·        تعتمد هذه الزراعة على تقنيات وأساليب متطورة. وبالتالي تتميز بمردود مرتفع، ويوجه فائض إنتاجها إلى الأسواق الخارجية.

 III - تفاوت أشكال الاستغلال غير الفلاحي في الأرياف بين بلدان الشمال و بلدان الجنوب :

1 – تتفاوت بعض أشكال الأنشطة غير الفلاحية في المجال الريفي بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب:

·        تتميز الأنشطة غير الفلاحية بأرياف بلدان الشمال بكونها أنشطة منظمة. وتعتبر الصناعة الحديثة نشاطا أساسيا. كما أن الصناعة التقليدية مازالت نشيطة. فضلا عن التجارة والأنشطة الخدماتية مثل السياحة.

·        تظل الأنشطة غير الفلاحية ضعيفة الأهمية في بلدان الجنوب. وتتميز بتنوعها: التجارة والخدمات (الإدارة، مهن حرة، البناء)

2 – تتباين أشكال السكن الريفي بالعالم:

·        يصنف السكن في الريف إلى نوعين هما:

ü     السكن المتفرق: تباعد المباني عن بعضها البعض إذ تفصل بينها الحقول أو المراعي وغيرها من الأراضي الشاغرة أو المساحات المستغلة

ü     السكن المتجمع: اتصال المباني بعضها البعض، مع تواجد أزقة، وأحيانا ساحة.

·        يحترم السكن في بلدان الشمال مواصفات البناء العصري، بينما تغلب الهشاشة على السكن في بلدان الجنوب.

خاتمة:

يسجل اختلاف أشكال استغلال المجال الريفي بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب. فماذا أشكال استغلال المجال الحضري؟

 

من إعداد: ذ. المصطفى قصباوي

 

شرح المصطلحات:

·        مجال فلاحي        : أراضي زراعية ورعوية

·        رستاق              : مجال زراعي ذو خصائص طبيعية.

·        بوار                : أراضي صالحة للزراعة لا تستغل لبضع سنوات بهدف الحفاظ على خصوبة التربة.

·        زراعة الضريم    : زراعة متنقلة تقوم على حرق أشجار الغابة من أجل الحصول على أراضي جديدة وتخصيب تربتها بواسطة الرماد الناتج عن عملية الحرق.

Reactions
التنقل السريع