القائمة الرئيسية

الصفحات

 


توثيق سورة الذاريات 51/114

‎‎‏ التعريف بسورة الذاريات:

·        سورة مكية .

·        من المفصل .

·        آياتها 60 .

·        ترتيبها الحادية والخمسون .

·        نزلت بعد الأحقاف.

·        بدأت السورة باسلوب قسم " والذاريات " ويقصد بها الرياح اسم السورة ( الذاريات ) .

·        الجزء (27) ، الحزب ( 53) ، الربع (1).

سورة الذاريات إحدى سور القرآن الكريم المكية، أي التي نزلَت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، أو بتعريفٍ آخر هي التي نزلَت عليه بعد الهجرة إلى المدينة، تقع سورة الذاريات في الحزب الثالث والخمسين وفي الجزء السابع والعشرين، رقمُ ترتيبها في المصحف الشريف واحد وخمسون وعدد آياتها ستون آية، سمِّيَت سورة الذاريات بهذا الاسم لأنَّ الله أقسم في بدايتها بالذاريات، قال تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}، والذاريات هي الريح التي تعصفُ عصفًا، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول سبب نزول سورة الذاريات ومقاصد سورة الذاريات.

محور مواضيع سورة الذاريات :

هذه السورة الكريمة من السور المكية التي تقوم على تشييد دعائم الإيمان ، وتوجيه الأبصار إلى قدرة الله الواحد القهار، وبناء العقيدة الراسخة على أسس التقوى والإيمان .


سبب نزول سورة الذاريات :

عن قتادة في قوله ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ ِبمَلُومٍ ) قال : ذُكِرَ لنا أنها لما نزلت اشتد على أصحاب رسول الله و رأوا أن الوحى قد انقطع ، وأن العذاب قد حضر فأنزل الله بعد ذلك ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المؤْمِنِينَ ) .

قبل أن يُشار إلى مقاصد سورة الذاريات لا بدَّ من العروج على ما وردَ في كتب التفاسير في أسباب نزول سورة الذاريات، حيثُ وردَ لمعظم سور القرآن الكريم أسباب نزول اختلفَت بين سورةٍ وأخرى، وهذا يعودُ إلى الموقف الذي استدعى نزول السورة أو الأحكام التي أراد الله تعالى أن يبلِّغها لعباده المؤمنين، ولذلك كانت تنزل سور القرآن الكريم بأوامر إلهيَّة أو نواهي عن أمور لا يرضاها الله تعالى، ورغم ذلك فهناك العديد السور التي لم يرد لها أسباب نزول، وقد وردَ فيما يتعلَّق بأسباب نزول سورة الذاريات حديثٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفسِّرُ سبب نزول السورة، وروى هذا الحديث الحسنُ بن محمد بن الحنفية حيثُ قال: "أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بعثَ سَريةً فأصابُوا وغنموا، فجاء قوم بعدما فرغوا، فنزلَ قولُهُ تعالى: "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"، حيثُ جعلَت هذه الآية في الأموال حقوقًا غير الزكاة يدفعها الأغنياء للفقراء، والله أعلم.

 

فضل سورة الذاريات :

عن ابن عمر أنه قرأ في الظهر بقاف والذاريات .

بعد مقاصد سورة الذاريات سيُلقى الضوء على فضل هذه السورة، فمن فضل الله تعالى على عباده المسلمين أنَّه جعلَ في جميع سور القرآن الكريم فضل عظيم، ففي قراءة كل حرفٍ من القرآن يؤجرُ المسلم وينالُ ثوابه من الله تعالى ويضاعفه له أضعافًا كثيرة، وبالإضافة إلى ذاك فقد وردَ في كثير من الأحاديث الصحيحة وغير الصحيحة ما يخصُّ بعض سور القرآن الكريم بفضل معيَّن، مثل سورة الذاريات التي وردَ فيها حديث عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "كان رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُصلَّي بنا الظهرَ فنسمعُ منهُ الآيةَ بعد الآياتٍ من سورَةِ لُقْمانَ والذارياتِ"،وهذا الحديث إشارةٌ جليَّةٌ واضحةٌ إلى عظيم فضل سورة الذاريات لأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بها في صلاة الظهر، وفعله وحيٌ من الله وهديٌ رشيدٌ يجبُ على المسلمين الاقتداء به -عليه الصلاة والسلام.

سورة الذاريات في المال حق سوى الزكاة

قد يظنُّ بعض المسلمين من الذين أنعم الله عليهم بالمال الوفير أنَّهم إذا دفعوا زكاة أموالهم للفقراء فقد أصبحوا معفيين من المطالبة بدفع الصدقات وغيرها، وهذا ما أكَّد عكسَه تمامًا -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، فهناك قاعدة عامَّة في الإسلام تجعلُ من المسلمين يدًا واحدةً في السراء والضراء، وتحثُّ المسلمين على التعاضد والتكاتف وبذل المال للفقير في غير باب الزكاة المفروضة.

في الماء حقٌّ سوى الزكاة، وقد ورد في الحديث عن فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- أنَّها قالت: "سألتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أو قالت: سُئِل عن هذه الآيةِ: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} قال: إنَّ في هذا المالِ حقًّا سِوَى الزكاةِ، وتلا هذه الآية: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ}"، وهذا ما أكَّده الله تعالى أيضًا في سورة الذاريات عندما قال جلَّ من قائل: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}،وما ذلك إلا رحمة منه بعباده المسلمين، فعندما يدفع الأغنياء من أموالهم للفقراء يباركُ الله لهم فيها ويجزيهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ويكفي الفقراء مذلَّة السؤال وآلام الجوع والعوز.


موضوعات سورة الذاريات

احتوت سورة الذاريات على مجموعة من المواضيع الهامّة نذكر منها ما يأتي :

·        إثبات أنّ البعث يوم القيامة واقعٌ لا محالة، ودحض افتراءات المشركين بعدم وقوعه، وبيان أنّها مزاعم لا تستند على إثباتات وأدلّة، وسيكون مصيرهم النّار التي يكذّبون بها.

·        وعد المؤمنين بالجنة والخلود فيها جزاء لإيمانهم وأعمالهم الصالحة التي عملوها في الدنيا من التهجد باللّيل، واستغفار في الأسحار، وفي إنفاق لأموال على الفقراء.

·        عرض لبعض مظاهر قدرته -عز وجل- في الأرض والأنفس والسماء، وأنّ بيده الرزق، وخلق هذه العظمة أكبر من إعادة خلقهم وبعثهم، فالتصوّر المنطقي ببساطة يقتضي أنّ إعادة الشيء أسهل من إيجاده من العدم، وبذلك فالبعث واقع بكلِّ تأكيد، وكل هذه المظاهر هي من دلائل وحدانيته -سبحانه وتعالى-.

·        الحديث عن قصص مجموعة من الأنبياء، وبيان ما أصاب المكذّبين من العذاب الأليم في الحياة الدنيا، وتوضيح التشابه بين تلك الأمم فيما بينهم من التكذيب، فكانت نتائجهم في الهلاك مشتبهة وهي إشارة لتشابه تكذيب المخاطَبين من كفار قريش بأولئك السابقين.

ليحذروا وحتى لا تكون نهايتهم في الهلاك والعذاب واحدة، وفي هذا رسالة للمُكذبين للرجوع إلى ربهم -سبحانه وتعالى-، وتصديق رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وترك ما هم عليه من الشرك.

·        تبيّن أنّ دور النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يتلخّص بتذكيرهم بحقِّ الله -سبحانه وتعالى- عليهم من الطاعة والعبادة، وليس عليه هداهم، وهو معذور -صلّى الله عليه وسلّم- إن هم لم يتّبعوا الحق وكفروا بنعمة خلقهم ورزقهم.

 

 

Reactions
التنقل السريع