المهن
لقد أدّى تنامي
وتعاظم احتياجات الإنسان ومشاكله في الحياة مع مرور الزمن إلى الحاجة لوسائل وطرق
لتلبيتها وإشباعها وحلّها، فلجأ إلى تطوير نفسه وصقل المهارات التي يتمتع بها، ولم
يقتصر الأمرعلى صقل المهارات فقط، فقد لجأ إلى نقل خبراته إلى
الآخرين ليعملوا
بها، فمنهم من أبدع في مجال النجارة والتعامل مع الأخشاب، ومنهم من تعامل مع
الزجاج، ومنهم من كان حدّاداً، وآخر مهندساً، ومنهم من اتّخذ الطب مهنةً له يداوي
بها آلام الناس، وآخر اتّجه نحو الأرض والتعامل معها، وغيرها من المهن الأخرى،
والمهن هي الوظائف التي يشغلها الناس محققين النفع لأنفسهم وللآخرين، وتتطلب منهم
امتلاك القدرات اللازمة لإنجازها، وتُعرف أيضاً باسم الحِرَف.
الفلاح والفلاحة
تعدّ الفلاحة
كما ذكرنا سابقاً إحدى المهن التي يعمل بها الناس منذ قديم الزمان حتى وقتنا
الحاضر، وقد مرّت المهنة نفسها والفلاح بعدة صراعاتٍ، أبرزها خلال الفترات
الإقطاعيّة، وما زالت هذه المشاكل في وقتنا هذا، والفلاح هو الشخص الذي يمتهن
الفلاحة أو الزراعة في الأراضي الزراعيّة المنتجة للمحاصيل والثمار، فيعتني بها
ويداوم على متابعتها، واستعمال كافّة المواد التي تضمن نموّها وبُعد الأمراض عنها،
وهي إحدى المهن التي مارسها الإنسان منذ قديم الزمان، واعتمدت حياته كلها عليها،
وقد تكون مهنته الأساسيّة التي تؤمّن قوته وقوت عائلته من خلالها، أو مجرّد فعلٍ
جانبيّ في حياته، يُدخل على منزله المحاصيل التي زرعها بيديه فيكون لها طعمٌ آخر،
وتتضمّن الزراعة عدة خطواتٍ، وهي إحضار البذور، ثم بذرها في الأرض وسقايتها،
ومتابعتها وحراثتها، وقطف المحاصيل كمرحلةٍ أخيرةٍ في الحقل، أمّا توافر المحاصيل
فيُعدّ المرحلة الأولى عند الاستعداد لطهوها والاستمتاع بها، وقد ارتبط اسم الفلاح
بالنّشاط والفجر، فهو الذي يصحو مبكّراً حاملاً حاجته من الطعام، ثمّ يصل حقله
ويزيل الأشواك والأغصان الميتة، ويتخلّص بالمبيدات من الحشرات التي تفتك بمحاصيله،
أو تلحق العطب بها.
والجدير بالذكر أنّ الفلاح يبدي طوال الوقت الاهتمام بالمواشي والأغنام والثروة الحيوانيّة من دجاجٍ وإوزٍ وبطٍ وحمامٍ وعصافير، والتي تعينه في مجال الزراعة، وتتّسم حياته وكلماته بالبساطة لا بالسذاجة، فليس شرطاً أو ملازماً للفلاح أن يكون الفلاح غبياً أو محدود القدرات العقليّة وفق الصورة النمطيّة المتناقلة عن شخصيّته في العقول، وهي بعيدةٌ كل البعد عن صورته الحقيقية، كما يتّصف الفلاح بالطيبة؛ لأنّه يتعامل بشكلٍ مباشرٍ مع الأرض والتي يعطيها فتعطيه، فتجده كريماً مثلها ودافئاً ومريحاً، كما أثبتت العديد من الدراسات أنّ قضاء الوقت الطويل في الحقل أو الأرض أو فوق التراب من شأنه أن يسحب الطاقة السلبيّة الناجمة عن ضغوط الحياة ومشاكلها، فيرتاح الإنسان ويهدأ باله وتتجدّد طاقته الإيجابيّة.