علوم القرآن
علوم القرآن هي العلوم
التي تتصل بكل ما يخص القرآن الكريم، وهي التي تلم بكل ما يأتي بالقرآن الكريم من
قصص وأساليب ونحو وفقه وبلاغة وأحكام ومتشابهات وقراءات وأسباب للنزول، وما ينبثق
منها من علم التفسير وعلم القراءات وعلم أسباب النزول، وعلم الرسم القرآني، وعلم
إعجاز القرآن، وعلم إعراب القرأن، وعلم أحكام القرآن، والكثير والكثير من العلوم
الأخرى التي عدها السيوطي 80 نوعًا.
نشأة علوم القرآن
علوم القرآن
هي العلوم التي نشأت في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن
لم يتم كتابتها أو تدوينها، وقد أصبح المسلمون بعد وفاة الرسول في حاجة ملحة إلى
تدوينها لحفظ ما عرفوه من الرسول من تفسير وشرح وللحفاظ على ما نقله الرسول إليهم
من الوحي.
واقترب العلم
من الظهور بعد قيام عثمان
بن عفان
بجمع القرآن
الكريم، وتوسعت الفتوحات الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين والتي قضت بضرورة وجود
علم خاص بالقرآن لحمايته من الإندماج بلغات العجم الجدد الذين دخلوا ضمن البقاع
الإسلامية، ولتسهيل عملية نشر الإسلام بهذه البلاد، فظهر علم التفسير، وعلم النحو،
وتوالت من بعدهم غيرهم من علوم القرآن التي سيأتي ذكرها فيما يلي من مقالنا.
وبشكل أساسي
نشأت علوم القرآن بعصر الدولة
الأموية
مع ظهور علم
التدوين، وكان أول علوم القران هو علم التفسير، والذي دونت فيه الكثير من الكتب، وأخذت
علوم القرآن في التطور حتى تعددت فروعها وأقسامها.
أهمية علوم القرآن
ساهمت علوم
القرآن على مر العصور الإسلامية ومازالت تساهم في زيادة الفهم الصحيح للآيات
القرآنية، والمساعدة في تدبر الآيات والمعاني، ومعرفة الأحكام الدينية، والإستزادة
من الوعي الديني والإيماني لدى المسلمين، وفيما يلي أهم فوائد علوم القرآن الكريم:
- المعرفة الدقيقة لتفسير القرآن الكريم بما يشمل أساليبه اللغوية ومركباته البلاغية، وذلك لإستطاعة الرد على أقوال المستشرقين، ومن يتقول على الإسلام بغير الحق، والدفاع عنه ضد الإدعاءات الباطلة.
- إن دراسة علوم القرآن تغذي القلب والعقل، وتؤهل الشخص لأن يكون أكثر أخلاقًا وتأدبًا وعلمًا وثقافةً، وتزيده إطلاعًا، فعلوم القران من أرقى العلوم التي يمكن للدراس أن يرقى معها في جميع جوانبه الإنسانية والحياتية.
- إن القرآن الكريم بحر عميق، كلما غصنا فيه كلما عثرنا على المزيد والمزيد من الدرر والأسرار، ولذلك فإن علم القرآن يساعدنا على إكتشاف الكنوز داخل القرآن الكريم، وفهم ما وراء الآيات، وتحليلها الدقيق، فكثيرًا ما يغير المعنى حرف جر واحد، ولذلك فإن علم القران يتولى مهمة التفسير الدقيق لكل كلمة وحرف بالقرآن، ونجد في ذلك أهمية عظيمة في ترسيخ الأحكام الإسلامية والمثل والقيم التي نتعلمها من آيات الله الشريفة.
- زيادة الوعي الديني لدى المسلم، وتعميق الإيمان بالله داخل النفس، والترغيب في كلام الله عز وجل من خلال فهم جمال المعاني القرآنية الكريمة.
أقسام علم القرآن
إن أقسام علم
القرآن عديدة، فقد قيل أن الزركشي عدها 47 علمًا، أما السيوطي فحصرها في 80 قسمًا،
ولو أنها تزيد عن الـ 300 لكثرة الفروع الموجودة داخل كل قسم كما يقول السيوطي.
ويمكن حصر
علوم القران في 4 أقسام جوهرية، وهي:
- علم نزول القرآن.
- علم الرسم القرآني.
- علم القراءات والتجويد.
- علم التفسير.
ومن وجهة نظر
أخرى يمكن تقسيم علوم القران إلى أكثر من قسم ينبثق من كل منهما عدد كبير من
العلوم الأخرى، والقسم الأول يحتوي على العلوم التي تتعلق بالقرآن بصورة مباشرة،
ومن أمثلتها:
- علم نزول القرآن.
- علم المكي والمدني.
- علم أسباب النزول.
- علم الوقف والإبتداء.
- علم الرسم القرآني.
- علم خصائص القرآن.
أما القسم
الثاني فيحتوي على العلوم التي تتشارك مع علوم أخرى كالحديث النبوي، وترتبط
إرتباطًا كبيرًا بعلوم الفقه والشريعة، ومن أمثلتها:
- علم الأحكام.
- علم المحكمات والمتشابهات.
- علم الناسخ والمنسوخ.
- علم العام والخاص.
- علم المطلق والمقيد.
وهناك قسمًا
خاصًا يرتبط بالقران الكريم كلغة وأسلوبًا وبلاغة، ومن فروعه:
- علم أساليب القرآن.
- علم إعراب القرآن.
- علم غريب القرآن.
- علم معاني القرآن.