تعريف وسائل التواصل الاجتماعي
تُعرّف وسائل التواصل الاجتماعي بأنّها التطبيقات والمواقع
الإلكترونية التي تُستخدم للتواصل مع الآخرين، ونشر المعلومات عبر شبكة الإنترنت
العالمية من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة، كما تُشير وسائل التواصل
الاجتماعي أيضاً إلى أيّة أداة اتصال عبر الإنترنت تسمح للمُستخدِمين بمُشاركة
المُحتوى ونشره عبر نطاق واسع، ومن الجدير بالذكر أنّ محتوى وسائل التواصل
الاجتماعي يتمّ إنشاؤه من قِبل عددٍ كبير من المُستخدِمين يصل إلى بضعة ملايين،
وذلك على عكس المُحتوى الذي يتوافر عبر وسائل التواصل التقليدية والذي يتمّ إنشاؤه
من قِبل بضعة أشخاص فقط.
أنواع وسائل التواصل الاجتماعي
تُصنّف وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدّة أنواع، وهي كالآتي:
·
شبكات
مشاركة الوسائط: وهي المنصات الاجتماعية الافتراضية
التي تُعنى بشكل كبير بإنشاء الصور ومقاطع الفيديو، ثمّ مُشاركتها مع المستخدمين
الآخرين، ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من وسائل التواصل الاجتماعي؛ موقع
الإنستقرام وموقع اليوتيوب.
·
شبكات
التدوين الاجتماعي: أو ما يُعرف بالمُدونات، وهي الشبكات التي تسمح للمُستخدِم
بنشر محتوى معين خاص به عبرها، بحيث يلقى ذلك المُحتوى تفاعلاً من قِبل
المُستخدِمين الآخرين الذين يُشاهدونه.
·
شبكات
المُناقشة: وهي وسائل التواصل الاجتماعي التي تُعنى بمناقشة الأخبار،
والمعلومات، والآراء، والتعليق عليها، ويُعتبر هذا النوع مُناسباً لإعداد أبحاث
تسويقية أيضاً؛ حيث يُمكن طرح الأسئلة ليتمّ الإجابة عنها من خلال تعليقات يضعها
المُستخدمون الآخرون، ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من الوسائل؛ موقع
(Reddit)، وموقع (Quora).
·
شبكات
الوسائل الاجتماعية: وهي النوع الأشهر من وسائل التواصل
الاجتماعي المُختلفة، وهي المواقع التي يتمّ استخدامها للتواصل مع الآخرين وتكوين
علاقات معهم، كما تُتيح نشر المعلومات، والصور، ومقاطع الفيديو خلالها بين
المستخدمين، ومن الأمثلة على هذا النوع من وسائل التواصل؛ موقع الفيسبوك، وتويتر،
ولينكد إن.
·
شبكات
المُراجعة : وهي المواقع التي تعرض معلومات مُتعلقة بخدمة أو منتج مُعين لمعرفة
آراء المُستخدِمين الآخرين بذلك المُنتج أو تلك الخدمة، وتُعتبر هذه المنصات ذات
فائدة كبيرة لكلٍّ من المُستهلك والبائع؛ حيث يُمكن للمُستهلِك مُعرفة التعليقات
الإيجابية والسلبية لأيّ خدمة أو منتج، حيث لا تُتيح تلك المواقع إمكانية حذف أيّ
تعليق سلبي يوضع من قِبل أيّ مُستخدِم، كما أنّها ذات فائدة بالنسبة للشركات حيث
إنّها تُؤمّن لهم تغذيةً راجعةً عن رأي الجمهور في النشاط التجاري الخاص بتلك
الشركة، الأمر الذي يُمكن استغلاله لتحسين المنتج وتقديم أفضل خدمة.
خصائص وسائل التواصل الاجتماعي
تتميّز وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من الخصائص أهمّها ما يأتي:
·
الاعتماد
على المُستخدِم: تعتمد مواقع الإنترنت العادية على
نشر مُحتوى مُعين خلالها من قِبل مستخدم واحد والسماح لزوّار الموقع بالوصول إليه
وقراءته، أيّ أنّ عملية وضع المُحتوى تتمّ من اتجاه واحد فقط، أمّا وسائل التواصل
الاجتماعي المُختلفة فتعتمد اعتماداً كلياً تقريباً على المستخدمين، وبدونهم ستكون
فارغةً تماماً، حيث تسمح للمُستخدِمين أنفسهم بإنشاء مُحتواهم الخاص، ممّا يجعلها
مواقع أكثر ديناميكيةً وإثارةً بالنسبة لمُستخدِميها.
·
التفاعلية: تمتاز وسائل التواصل الاجتماعي بأنّها تسمح للمستخدمين بالتفاعل
بشكلٍ كبير؛ حيث يُمكن للمُستخدِم التفاعُل مع المُستخدِمين الآخرين بواسطة العديد
من الطرق سواء عبر مُحادثتهم، أو بلعب الألعاب معهم، أو غيرها من طرق التفاعل
الأخرى التي توفّرها تلك المنصات.
·
الاعتماد
على قواسم مجتمعية: يعتمد بناء وسائل التواصل الاجتماعي
على وجود مجموعات من المُستخدِمين تجمعهم قواسم مُشتركة، مثل: المعتقدات، أو
الهوايات، أو الاهتمامات، وتتشابه وسائل التواصل الاجتماعي بذلك مع طريقة بناء
المُجتمعات الحقيقية التي تقوم على أساس جمع الأفراد الذين يشتركون بشيءٍ مُعيّن
معاً.
·
العالمية: تمتاز وسائل التواصل الاجتماعي بقدرتها على ربط الأفراد من جميع
أنحاء العالم ببعضهم البعض.
·
قابلية
البحث خلالها: تتمتّع وسائل التواصل الاجتماعي
بالسماح للمُستخدِمين بالبحث خلالها عن المُحتوى الذين يرغبون به، ويتمّ ذلك من
خلال أدوات البحث المُضمّنة عبر تلك الوسائل.
·
إنشاء
هوية افتراضية: يُسمح عبر وسائل التواصل الاجتماعي
بإنشاء حسابات أو ملفات تعريفية افتراضية لمُستخدِميها.
أسباب تزايد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
لا شك في أن تنامي تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية
والعالم لم يأت من فراغ، وإنما كان نتيجة مجموعة من العوامل والاعتبارات، لعل
أهمها:
·
التزايد
المستمر في أعداد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي
الأمر الذي يتضح بجلاء عند مقارنة هذه الأعداد خلال السنوات القليلة الماضية، ففي
العام 2017، كان أقل من 2.5 مليار شخص على وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء
العالم، بينما وصل هذا العدد في عام 2019 إلى 3.5 مليار مستخدم في جميع أنحاء
العالم، بما يعادل حوالي 45% من إجمالي عدد سكان العالم.
وفي
ما يتعلق بالعالم العربي وحسب التقرير الصادر عن مؤسسة هوتسويت الكندية عن العالم
الرقمي للعام 2019، فقد وصل عدد مستخدمي مواقع التواصل 136.1 مليون شخص أي نحو 53%
من عدد سكان الدول العربية؛ الأمر الآخر الذي لفت إليه التقرير أن الدول العربية
تتفوق على الدول المتقدمة في مدة استخدام الإنترنت بأكثر من ساعة ونصف يومياً على
الأقل، وذلك بالنسبة للفئة العمرية من(16-64) عاما، إذ أن متوسط مدة تصفح المستخدم
في السعودية على سبيل المثال بلغ أربع ساعات و14 دقيقة؛ وفي مصر بلغ ثلاث ساعات
و55 دقيقة؛ وفي الإمارات وصل إلى ثلاث ساعات و53 دقيقة؛ أما في المغرب فتبلغ المدة
ثلاث ساعات و31 دقيقة.
وهذه
الأرقام كلها تفوق المتوسط العالمي المحدد بثلاث ساعات و22 دقيقة؛ ويشير هذا إلى
تعاظم أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الدول العربية، وأنها باتت أحد أنماط
الحياة العامة في الحياة المعاصرة، وباتت ضمن آليات التسويق الاجتماعي والسياسي
التي يتم توظيفها في العديد من المجالات.
·
القدرة
على التأثير في الرأي العام إذ تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في
نقل الأفكار والآراء المتعلقة بقضية معينة لعدد كبير من الأشخاص في مناطق مختلفة
من العالم، وتتيح بذلك المجال لبلورة رأي عام دولي مساند لبعض القضايا، وهو الأمر
الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة، غير أنها في المقابل قد تقع في
فخ التضليل الإعلامي والتأثير السلبي في الرأي العام، حينما يتم توظيفها بهدف تغيير
قناعات أفراد المجتمع في دولة ما في اتجاه معين، وخاصة أثناء الانتخابات أو
التصويت على قضايا مصيرية ترتبط بمستقبل هذه الدولة.
·
تشكل
وسائل التواصل الاجتماعي نقلة نوعية في عالم الإعلام الرقمي فقد جعلت من العالم قرية متواصلة، خاصة أنها تسمح بإنشاء المحتــوى الإلكتروني
وتبــادله (نصــوص، صــور، فيديوهات، إلخ…)” عبر الإنترنت، وتتيح نافذة مهمة
للتفاعل بين الأفراد، ولهذا يصفها البعض بأنها تشكل “إعلام العولمة” الذي لا يلتزم
بالحدود الوطنية للدول، وإنما يطرح حدوداً افتراضية غير مرئية، ترسمها شبكات
اتصالية معلوماتية على أسس سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية، لتقديم عالم من دون
دولة ومن دون أمة ومن دون وطن، وهذا ما جعل هذا الإعلام أكثر تأثيراً في سلوك
الأفراد، وفي تكوين اتجاهاتهم وتعديلها، وتشكيل أفكارهم وتوليدها. كما يتسم هذا
الإعلام “المعولم” كذلك بخاصية المجانية، فلا تحتاج الدعوة إلى نشاط معين في
الفيسبوك إلى إمكانات مادية، فيكفي الاشتراك في الموقع، وبالتالي تأسيس مجموعة أو
عدة مجموعات تتبنى مبادئ أو أفكار بعينها.
·
التفاعل
المكثف الذي تتميز به وسائل التواصل الاجتماعي من خلال خصائص تفاعلية عالية
جدًا في مدى زمني قصير، وتعمل على إنشاء حوارات جماعية تضم أعدادا كبيرة من
المشاركين، فضلاً عن أنها تعطي القوة لأي فرد من الجمهور ليصبح وسيلة إعلامية
مستقلة بحد ذاته. كما تتيح تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي إمكانيات واسعة
للاستقطاب والتعبئة والحشد على غرار ما حدث إبان ما يسمى “أحداث الربيع العربي”،
حينما قامت بدور حيوي في التعبئة السياسية عبر الدعوة للمظاهرات والاحتجاجات ونشر
الأخبار والفيديوهات، والتعبير عن الرأي، والنقاش السياسي المحرر من رقابة السلطة
على وسائل الإعلام التقليدية.
·
باتت
وسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم الفاعلين الدوليين،
فلم يعد تأثيرها يقتصر على النظام الداخلي في دولة ما، وإنما يمتد إلى مجال
العلاقات الدولية، وباتت تلعب دوراً في التفاعلات السياسية الدولية. ولهذا يمكن
اعتبارها أحد الفاعلين من غير الدول التي تمتلك القدرة على التأثير في تطورات
الأحداث الإقليمية والعالمية، ولعل ما أثير عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية
الأمريكية في العام 2016 يُعد أحد تجليات التأثير الذي يمكن أن تحدثه وسائل
التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، حينما قامت شركة “كامبريدج أناليتيكا” باستغلال
بيانات 50 مليون مستخدم لموقع “فيسبوك” لصالح شركات روسية لغرض التأثير في
انتخابات الرئاسة الأمريكية. ورغم أن موقع “فيسبوك” اعتذر عن هذه الواقعة، إلا
أنها تظل تثير التساؤلات حول مدى التزام مواقع التواصل الاجتماعي بحماية بيان
مستخدميها وضمان سريتها وعدم توظيفها بشكل سيء من جانب بعض الشركات أو الدول
للتأثير في أحداث دول أخرى.
وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في التنشئة الاجتماعية
يتفق كثير من باحثين علم الاجتماع السياسي على أن وسائل التواصل
الاجتماعي أثرت بدرجة كبيرة في التنشئة الاجتماعية والسياسية، وخاصة على النشء
والشباب الأكثر استخداماً لها، وإن كان ثمة خلاف بينهم حول طبيعة هذا التأثير، ففي
الوقت الذي يصف فيه البعض هذا التأثير بالإيجابي، استناداً إلى أنه يمكن توظيف
وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لبث القيم الإيجابية كالولاء والانتماء والمشاركة
الفاعلة في بناء الأوطان وتنميتها؛ يعارض آخرون ذلك، من منطلق أن وسائل التواصل
الاجتماعي أسهمت في تراجع الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الأصيلة كالأسرة التي
لم تعد مخزن للقيم بعد أن استولت وسائل التواصل الاجتماعي على عقول النشء والشباب
إلى درجة الإدمان، وبدأت تهدد كثيرا من القيم التي كانت تحرص عليها الأسرة، بعد أن
أصبح الشباب خاضعين لقيم العالم الافتراضي التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي على
مدار الساعة.
لقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل المصدر الرئيسي لتنشئة النشء
والشباب، وهذا لا شك قد يؤدي على المدى البعيد إلى انحسار الثقافة التقليدية
الأصيلة وتراجعها لصالح هذه الثقافة المعولمة التي تروج لمنظومة مختلفة من القيم
والعادات. والخطورة في ذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤصل لفكرة ارتباط الإنسان،
لا بالدولة القومية والمجتمع الوطني، بل بالعالم أجمع، وتعزز من فكرة الخروج من
المجتمع الضيق المحدود إلى العالم الكوني، مع ما يعنيه ذلك من ذوبان الهوية
والشخصية الوطنية في قالب هوية وشخصية عالمية يفقد فيها الفرد جذوره ويتخلى عن
ولائه وانتمائه.
وسائل التواصل مصدر الأخبار
في إحصائية عالمية كانت النسب التالية للذين يقولون إنهم يستخدمون
وسائل التواصل لاكتشاف المحتوى الإخباري والوصول إليه:
·
فيسبوك
44%
·
يوتيوب
29%
·
واتساب
23%
·
إنستغرام
15%
·
تويتر
13%
·
فيسبوك
ماسنجر 12%
·
تليغرام
6%
·
تيك
توك 4%
·
لينكدإن
4%
·
سناب
شات 2%
أعداد المستخدمين
نستعرض هنا أعداد المستخدمين النشطين شهريا لأبرز مواقع التواصل وفق
إحصائيات 18 يوليو/تموز 2021:
·
فيسبوك
2.85 مليار مستخدم نشط شهريا
·
يوتيوب
2.29 مليار مستخدم نشط شهريا
·
واتساب
2.00 مليار مستخدم نشط شهريا
·
إنستغرام
1.38 مليار مستخدم نشط شهريا
·
فيسبوك
ماسنجر 1.30 مليار مستخدم نشط شهريا
·
تيك
توك 732 مليون مستخدم نشط شهريا
·
تليغرام
550 مليون مستخدم نشط شهريا
·
سناب
شات 514 مليون مستخدم نشط شهريا
·
باينتريست
478 مليون مستخدم نشط شهريا
·
تويتر
397 مليون مستخدم نشط شهريا
·
وي
تشات (البديل الصيني لواتساب) 1.24 مليار مستخدم نشط شهريا
·
سينا
ويبو (البديل الصيني لتويتر) 530 مليون مستخدم نشط شهريا
·
كيو
كيو (البديل الصيني لفيسبوك ماسنجر) 606 مليون مستخدم نشط شهريا